عشق مهدور بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
الماجستير والدكتوراةبتطبيق عملي
بمطار القاهرة
قبل أن يدلف آيسر الى قمرة قيادة الطائرة توقف يمدح تلك المضيفه كعادته مع أى مضيفه تكون معه على الطائرة قائلا
أيه الإحتشام والرقه دي كلها
تبسمت له تعلم طبعه المرح
بينما إستنشق الهواء يشعر بصفاء من تلك الروائح الطيبة قائلا
أيه الروايح الجميله اللى فى الطيارة دى
دى ريحة الركاب مسك وعنبر
مش الطيارة رايحه السعوديه ومعانا الحجاج
تبسم لها بإنشراح قلب قائلا
يعنى الإحتشام والرقه دى عشان كده بقى أنا بقالي تلات سنين بشتغل طيار وبنقل ركاب بس دى أول سنه أنقل الحجاجربنا يتقبل منهم ومنيكمان خدي بالك الحجه مامتي هنا معانا عالطيارة عاوزك تتوصي بيها بزيادة عشان خاطري
عنياخاطرك غالي بس إنت قولي هى فين وأنا هتوصى بها لحد ما نوصل للمدينه المنورة
بعد لحظات عبر مكبر الصوت الخاص بالطائرة تحدث آيسر بمرح
صباح الخيرات للسادة الركاب بتمنى لكم رحله لطيفه فى الطيارةعارف إنكم جميعا رايحين السعوديه لتأدية فريضة الحجربنا يتقبل منكم ويغسل ذنوبنا جميعابطلب منكم تفتكرونى بالدعاء معاكموبالمناسبه كمان ترحيب خاص مني ل ست الحبايب وست الكلاللى منورة الطيارة
صباح الانوار يا حجه شكران كمان الست اللى شاركت فى تربيتي وكانت بتوالس عليا كتير لما بغلط
صفوانه
ربنا يتقبل منكم جميعا متنسونيش فى دعواتكم
إدعولى ربنا يبعد عنى مطبات الهوا وكمان اللى كيفهم يخطفوا الطيارات طب قولولى لما يخطفوا الطيارة هيستفادوا أيه ولا حاجهإحنا الطيارين غلابه والله هما مفكرين الطيار ده اساسا سوبر مانطب أنا هشهدكماحنا أهو فى الهوا حسيتوا بأى حاجهانا بقى سايق على سرعه هاديه محافظ على مطبات الهوا عشان راحتكم
بالجامعه ظهرا
قبل قليل أثناء خروج يارا الى فناء السرايا تقابلت مع أسعد الذى وقف ينظر بساعة يده ثم نظر لها بتبسم سألا
الساعه حداشر عندك محاضره فى الجامعه
ردت له الإبتسامه وهى تقترب من مكان وقوفه
تبسم لها قائلا
طب بلاش تاخدى السواق وتعالى معايا فى عربيتي أنا عندى مشوار قريب من الجامعه هوصلك فى طريقى
تبسمت له بترحيب قائله
طبعا شرف كبير ليا إن اللى يوصلني سيادة النائب فى سكته
تبسم وهو يضمها أسفل يده ثم تركها تصعد للسيارهكان بينهم حديث عائلى أثناء الطريق الى أن وصلت أمام الجامعه ترجلت من السيارةلكن وقفت للحظات تتحدث مع أسعد الذى فتح شباك السياره وتحدث لها قليلا بأبوة
باي باي بابي أشوفك المسا فى السرايا
إذن يارا هى إبنة أسعدوأخت سامركيف لم ينتبه لذالك سابقاسيارتها الفارهه التى سبق وترجلت منها أمامهكذالك هواتفها ذات الماركات العالمية والغاليه ربط كل هذا بعقلهشعر لأول مره أنه أخطأ وعليه التوقف وعدم الإستمرار بذالك الخطأخطأ شعورة بمشاعر خاصه حين يرا يارا أو يتحدث معها حتى برسائل هاتفيه
لحسن الحظ لم تراه يارا أثناء دخولها الى الجامعه ظن أنها ربما رأته وقصدت تجاهله عن عمد منها لكن حسم أمره عليه أن يلجم تلك المشاعر كذالك يقلل الحديث مع يارا أو حتى يمنعه نهائيا فهو لم ينسى إتهامات ولا تهديدات أسعد لأخته بالمحكمه أو نظراته لها الدونيه وهو لن يسمح بذالك مره أخرى لتنتهى تلك المشاعر قبل أن ينجرف نحو هاوية الطبقات الإجتماعيه
قبل العصر بقليل
ب جزيرة البرلس
ذلك المكان الذى شهد على قصتهم من البدايه هنا كان أول حديث دار بينها وبين آصفهنا أيضا إعترف لها أول مره بتلك المشاعر الذى يكنها لهاهنا كان مكانهم السري للقائهم بعيدا عن الأعين
ترجلت من ذالك القارب وبدأت السير نحو ذالك المكان اللذان كان يتقابلان به سارت
رغم حرارة الطقس اليوم دون عادتها فى هذا الوقت من العام توقفت فى ذلك المكان بالجزيرة ظلت لوقت قليل عينيها تراقب الطريق
بإندهاش لأول مره يخبرها بميعاد ويتأخر كان دائما يصل قبلها ينتظرها هو للحظه شعرت بهاجس أن لا يآتىسأم قلبها لكن سرعان ما عاد لها الأمل حين لمحته يقترب
بينما هو بالفعل كالعادة وصل قبلها لكن توارى خلف إحد الكافيهات القريبه من المكان يراها بوضوح
تهكم بإستهجان ساخرا تلك المدعيه لأول مره تآتى فى الميعاد إذن سابقا كانت تتعمد التأخير حتى أنه أحيانا كثيره كان يضجر وهو ينتظرها يبدوا أنه كان سابقا يدللها أكثر من ما تستحق
أصبحت آشعة الشمس أكثر قسوه
كآن قسۏة تلك الآشعة تسلطت على قلبه مباشرة
فكر للحظات قبل أن يتخذ القرار ويظهر نفسه أمامها يسير نحو مكانها بخطوات بطيئه
إنبسط قلبها وشعرت بعودة النبض حين رأته يآتى نحوها
رسمت إبتسامه طفيفه بداخلها مشاعر تتسم بالأمل والعشق الذى مازال
يسكن قلبها رغم ما حدث رغم تجاهله لها تلك الفتره الماضيهلكن عاد بداخلها ينبض الأمل
بينما هو إنقبض قلبه وهو يقترب منها بخطوات بطيئه بكل خطوه يخضع قلبه لقسۏة عقله
العشق وقمة الكره يتصارعان بوتين واحد والقرار المسيطر هو الإنتقام
إن كانت الدلائل برأتها وأعطتها حريتها لن تفلت بلا عقاپ هنالك سجن آخر أقسى ينتظرها بين جدران قضبان قلبه التى لن ترأف بكذبها لن يهتم حتى إن كانت تلك القضبان ستشهد هلاكهما الإثنين معا
رغم وجود بضع خطوات بينهم قطعتها هى ترسم بسمة أمل مشرقه على وجهها تعكس ما تشعر به بداخلها وقفت أمامه تنظر لوجهه الذى إختفت عيناه خلف تلك النظارة الشمسيه ودت أن يخلعها وترى تآثير إنعكاس رؤيته لها تحدثت بعتاب
إتأخرت ليه أنا فكرتك م
قاطع حديثها قائلا
فكرت أيه إنى مش جاي بس أنا اللى طلبت إننا نتقابل يبقى إزاي مش جاي كل الحكايه إنى جاي فى اليخت وإتأخرت على ما عرفت أركنه فى مكان قريب من الشط
تبسمت له تشعر بحيره لا تعلم من اين تبدأ سرد حديثها ظلت صامته لكن عينيها حادت عن وجهه ونظرت نحو المكان اللذان كان يجلسان به أسفل تلك الشجرات
نظر الى ما تنظر اليه عينيهاتهكم بداخله ساخرا قبل أن يقول
خلينا نروح نقعد تحت الشجر
أومأت له وسارت أمامهلكن لسوء حظها كادت تتعثر برمال الشاطئ لكن قبل أن تسقط إلتقطها آصف من إحدي يدها حتى عاد توازن جسدها وإستقامت واقفهلكن شعرت بآلم بسبب ثني إحد ساقيهالم تخبره بآلم ساقها وتركت يدها لوقت بيده دون إنتباه منها الى أن ذهبا الى مكان جلوسهمرغم ۏجع ساقها لكن مازالت تتحمل ذالك وجلست أرضاجلس آصف بالمقابل لها مستغرب من عدم سحبها يدها من يده كعادتها سابقالكن إنتبهت لذالك شعرت بحياء وسحبت يدهاظلت صامته لوقت قبل أن تقول
رغم إننا فى آخر الخريف والجو خلاص المفروض يسقع بس واضح إن الشتا هيجي متأخر السنه ديالجو لسه دافىحتى النهاردة درجة الحرارة عاليه على غير الطبيعي فى الوقت ده
مازالت عينيه مسلطه على وجهها من أسفل نظارته الشمسيه المعتمه تهكم بداخله حين تحدثت هو من كان يبدأ بفتح مجال للحديث بينهم رسم بسمة خباثه على وجهه قائلا
بالعكس ده أفضل طقس فى السنه الجو بيبقى لطيف لا هو حر صيف ولا برد شتا بس أنا مش جاي النهاردة عشان نتكلم عن الطقس
سأم وجه سهيله للحظات قبل أن ترد بتوتر
آصف فى حقيقة لازم تسمعها مني أنا مقټل
قاطعها مره أخري قبل أن تسترسل بقية كلمتها قائلا بنبرة ظهرت أنها حقيقيه حين قال
سهيله أنا مش جاي أحقق معاكأنا متأكد إنك بريئه
بسمة فرح ظهرت على وجهها ومدت يديها بتلاقيه تمسك يديه قائله بتسرع ورجاء
والله أنا بريئه يا أصف كان قلبى حاسس إنك مش مصدق إنى ممكن أقتل سامر
ترك آصف النظر لعينيها ونظر ليديها اللتان تمسك يديهبداخله سخر من ذالكلكن هنالك شعور آخر يتوغل لقلبهحين قبض بيديه فوق يديهالكن سرعان ما نفضه عقله وهو يتغلب على ضعف قلبه أمام برائتها الخادعه وضغط بقوة على يديها وقال بهدوء
سهيله أنا خلاص قفلت الموضوع ده إنتهي
وخلينا ننسى
إستغربت سهيله رد آصف كذالك سحبت يديها من يديهبعد ان تآلمت قليلا من ضغط يديه على يديها وسألته
نتسى أيه آصف أنا
قاطعها بنبرة عصبيه ونهي
سهيله الموضوع ده إنتهى خلاصفى الأهم منه خلينا نفكر فى مستقبلنا
إندهشت سهيله من رد آصف وقالت بإستفسار
قصدك أيه بإنتهى وأيه اللى يخص مستقبلنا أهم من الموضوع ده
تمثل آصف بالبرود وأجابها وعينيه مسلطه على عينيها يود معرفة رد فعلها حين فاجئها
مستقبلنا مع بعض أقصد إننا لازم يكون بينا إرتباط رسمي
لم يستوعب عقلها ما قاله كآنها فقدت الإدراك للحظات قبل أن تبتسم بلا وعى وتقول ببلاهه
قصدك أيه بإرتباط رسمي بيا
البسمه التى ظهرت على ملامحها كانت كفيله بؤد قلبه هى الآن تبتسم وتدعى البلاهه عليه كي يعيد طلبه منها برجاء أكثر كما فى السابقلا مانع من بعض المراوغه معها كما تريد زفر نفسه قائلا
يعنى كفايه كده إحنا لازم نتجوز فى أقرب وقت أنا إنتدبت الدورة القضائية السنه دي فى محكمه فى الجيزة قريبه من الشقة اللى كنت عايش فيها من الفترة اللى فاتت خلينا نتجوز قبل ما المحاكم ترجع تشتغل بقوتها من تانى
للحظه صمتت سهيلهتستوعبتفكر ماذا ترد عليه أتتحجج كما فى السابق وتطلب منه التأجيل
حاولت سهيله الرد بهدوء قائله
بصراحه إنت فاجئتني يا آصفأنا كنت جايه وراسى فيها هدف تانى
قاطعها ببرود
وأيه الهدف التانى اللى كان فى راسكموضوع سامرقولت لك خلاص الموضوع بالنسبه لى إنتهيأنا قاضى وأقدر أميز كويس وكنت متأكد من برائتك وده السبب اللى خلانى كنت واخد دور المحايد لحد ما المحكمه عطتك برائتك
للحظه كادت تعتب عليه بهذا الشأنلكن رده المقنع جعلها تتغاضي عن عتابه وتبسمت
بينما نظر لها بخباثه وتبسم هو الآخر سألا
أفهم أيه من البسمه دى موافقه إننا نتجوز
كادت تقول له أن ترجأ هذا لوقت لكن عاود آصف الحديث بإلحاح ومكر وتلاعب
سهيله كفايه كده خلينا نرتبط ونتجوز مش هسمح لك بأي حجه الا
متابعة القراءة