رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

موقع أيام نيوز


الجوانب قسۏة 
كان جاسم يجلس معهم بهدوء ويستمع إلي مايقصه أكرم وعندما شعر بحاجه أكرم الي شقيقته 
نهض معتذرا 
هسيبكم تتكلموا براحتكم 
ونظر الي أكرم الذي وقف علي الفور 
لاء انا همشي خلاص واسف أني ازعجتكم
ليقترب منه جاسم رابتا علي كتفه بأخوه 
عيب تعتذر وانت في بيت اختك ياأكرم البيت بيتك وتيجي في اي وقت 

فطالعته مهرة بهدوء وسعاده مما فعله مع شقيقها ونظرت إليه بأمتنان حقيقي وهتف قبل ان يصعد لاعلي 
بات الليله ديه هنا وارتاح 
وبعدما انصرف نظر نحوه أكرم بحب ثم نظر الي شقيقته 
حقيقي كل يوم بحترم وبتعلم من جوزك يامهرة انا بعتبره أخويا الكبير 
فأبتسمت ومدت ذراعيها لشقيقها كي تحتويه بحنو متمتمه 
اوعي تزعل لو علي الشغل امره سهل 
وهتفت بجمود 
انا اسفه اللي هقولهولك في حق امك بس هتستني ايه من واحده خلت جوزها يرمي بناته ولما يفتكرهم
يجي يرمي ليهم ملاليم 
فأبتعد عنها أكرم قليلا فحزن علي حقيقة ما فعلته والدته في حق شقيقتيه وشرد في الماضي فكانت والدتهم تخبرهم دوما ان زوجة ابيهم امرأه لعوب وبناتها مثليها ولكن ها هي الحقيقه تظهر وتربية المرأة اللعوب نتج عنها شقيقة حنونه مثل مهرة صادقة بحبها وشقيقة أخري عطوفه لا تقل عنها حنانا 
عندك حق يامهرة ماما ظلمتك انتي و ورد اوي
وعاد يرمي نفسه بين أحضانها لتربت بيدها علي ظهره تطمئنه بأنها معه 
اخذ النوم يداعب جفنيها ومازالت تنتظره فقد أعدت نفسها له وارتدت ثوب قصير يظهر مفاتن جسدها وتزينت كما أخبرتها مهرة ولكن ساعه جاءت ورائها اخري وأخري وكنان مازال بحجرة مكتبه 
وقررت ان تذهب إليه فقد ملت من الانتظار وربطت روبها بأحكام وهبطت للاسفل ووقفت أمام غرفة مكتبه تأخذ أنفاسها بتوتر ثم طرقت الباب بطرقة خافته ودلفت بعدها لتجده ممدد علي الأريكة مغمض العينين فأقتربت منه وهي تهتف بأسمه
كنان
ففتح كنان عيناه وطالعها بتفحص وسط ضوء الغرفة الخاڤت ثم عاد يغمض عيناه
ما الأمر ورد
قالها ببرود أثلج قلبها فأقتربت منه
وچثت على ركبتيها أمامه ومسكت يده بحنو 
انت ما الأمر كنان مابك حبيبي 
ففتح عيناه ونظر لعينيها التي تعكس ما بداخلها فوجدها علي وشك البكاء فرفعها من الارض وفسح لها مكانا جانبه 
تعالي جانبي 
فأشرقت ملامحها وتمددت جانبه تمسح علي وجهه برفق 
ما بك كنان أشعر بأنك بعيد عني هذه الأيام 
فحدق بها كنان للحظات صامتا ثم ضمھا إليه 
مشاكل بالعمل ليس أكثر ورد 
وعاد يغمض عيناه متذكرا تلك الفتاه وعقله شارد لا تشبه شقيقته بالمثل ولكن الشبه بينهم كبير للغاية
فتحت الغرفة بنعاس لتجد جاسم مازال مستيقظا فأقتربت منه تتسطح فوق الفراش بجفون متثاقلة 
نام أكرم 
فتمتمت مهرة بثاوب 
آه نام في اوضه كريم
فحرك جاسم رأسه ومال نحوها بعد ان اغلق الكتاب الذي كان بيده 
انت منمتش ليه 
فأبتسم بخبث وهو يجذبها اليه
مستنيكي ياحببتي 
فطالعته ومازالت تتثاوب بكثرة 
فكرني بكره أشكرك علي اللي عملته مع أكرم تصبح علي خير بقي
ومع نهايه تلك الجمله لا تعلم ما حدث سوا انه هتف 
تصبح علي خير مين ياختي 
وقفت تهندم حجابها بخجل من نظراته العابثه التي تحاوطها فكان يقف خلفها يمشط شعره الاسود وينثر عطره وحاوط خصرها ضاحكا 
هتتظبط ازاي وانتي بالتوتر ده
وقرص وجنتيها بخفة فهتفت بحنق 
ما انت طول ما بتبصيلي كده وبتغمزلي انا بتوتر 
فضحك بمتعه على خجلها 
حقيقي انتي تهبلي يامهرة 
وقبلهاعلي احدي وجنتيها 
شكرا علي السعاده اللي لقتها معاكي 
وتركها وانصرف لتنظر لأثره بذهول من تصرفاته
انا كده ھموت في ايدك يا ابن الشرقاوي 
وضحكت على نفسها وقلبها الذي بات يدق سريعا بوجوده 
وقفت ريم بأرتباك أمام ريان الذي كان منشغلا في مطالعة الأوراق التي أمامه 
الملف اللي طلبته يافندم
فرفع ريان عيناه نحوها ببطئ متأملا خجلها وارتباكها الذي يحبه ومد يده إليها لتعطيه الملف وهي تتحاشا النظرات اليه
شكرا ياريم 
وأبتسم لها فأنصرفت سريعا من أمامه ليسترخي ريان بمقعده 
هذه من ابحث عنها فتاة ضعيفة هادئه انجب منها فقط 
وفور ان خرجت ريم اتجهت نحو الممر الذي به مكينة القهوة لتجد ياسر يقترب منها بعد ان اعطي لأحدهم بعض الاوراق
مبسوطة في شغلك مع مستر ريان
فتنهدت ريم بعبوس وهتفت بصدق 
مستر ريان لطيف اوي بس انا حابه أرجع اشتغل مع حضرتك 
فأبتسم ياسر لها رغم مافعله بها تريد العمل معه 
والله انتي عجيبه ياريم عايزه تسيبي مدير لطيف وتيجي عند مدير كشړي ورخم 
فهتفت سريعا وبتلقائيه 
لاء حضرتك مش رخم بس عصبي شويه 
وأكملت وهي تحرك يدها 
شويتين تلاته كده يعني
فصدحت ضحكات ياسر التي تعجبت منها وطأطات رأسها بخجل فيبدو انها تجاوزت بحماقة ولكن ياسر وقف يطالعها ولاول مره يكتشف انها رائعه ببساطتها حتي خجلها وارتباكها ولكن عاد ما بداخله يذكره ان قلبه قد ماټ منذ زمن 
ضحك كريم من قلبه وهو يري صغيرته تلطخ وجه بسمه بطعامها فنظرت بسمه بعبوس مصطنع
كده ياشهد 
ليعطيها كريم الصغير ويأخذ شهد معنفا لها بحنان 
حببتي عيب كده 
فمدت الصغيره يديها لبسمه تعانقها وتداعبها فلمعت عين بسمه بۏجع وهي تعلم أنها لن تكون اما يوما واغمضت عيناها وهي تكاد تبكي علي ذكرى كلما تذكرتها شعرت بكرهها للحياه 
ووضعت الصغير علي مقعده المخصص له وابتعدت راكضه نحو الشرفه فوق يطالعها بحيرة من أمرها ونده علي المربية لتأتي اليه علي الفور ثم ذهب نحوها 
ليجدها تضع وجهها بين كفوفها تبكي بحړقة 
بسمه 
وعندما هتف بأسمها ألتفت إليه تنظر له وعيناها غارقة بدموعها مرت الدقائق وهي تطالعه هكذا الي ان وجدها تقترب منه تحتضنه بآلم 
أرجوك احضڼي
طلبها لم يكن رغبه بل كان خوف من ماضي قتل روحها وعاد الماضى وصوت صړاخها يقتحم عقلها وهي تطلب الاستغاثه ولكن في النهايه 
أصبحت ضحېة ذئب مغتصب 
وجدها تجلس علي مقعده في غرفة مكتبه تطالع أوراق ما فتسأل 
اوراق قضية
فرفعت مهرة عيناها له وابتسمت بسعاده 
أستاذ فؤاد أخيرا اداني قضيه لوحدي بس صعبه اوى 
فأبتسم لها بتشجيع ثم وقف أمام المكتبه التي تضم الكثير من الكتب 
اكيد شايف انك ادها ياحببتي 
فأخذتها قدميها نحوه ووقفت امامه لتقبل أحدي وجنتيه بشكر
ديه عشان اللي عملته مع أكرم امبارح 
وطبعت بقبلة أخرى 
وديه عشان انا عايزه اعملك كده
فأتسعت أبتسامته وهو يضمها إليه هامسا 
هي القضيه مهمه أوي كده
فحركت رأسها بخجل ليضحك علي ارتباكها فور ان بدء بحرجها 
روحي كملي شغلك 
فرفعت عيناها نحوه بأمتنان وداخلها يحمد الله علي ماهي فيه الان
وعادت للمقعد متسائله 
مش مضايق اني قاعده مكانك 
فطالعها وهو يجلس علي الأريكة التي تقبع في أحدى جوانب الغرفة
ركزي ياحببتي في شغلك وبطلي هبل 
فضحكت وهي تعود إلى مطالعة أوراق القضية الغامضه ومر الوقت ومن حين لاخر جاسم يتأملها ويضحك فتارة تمد ساقيها على سطح المكتب وتارة أخرى تضم ركبتيها لصدرها واخري ټضرب جبينها بيدها وتارة تحادث نفسها 
فنهض من جلسته واقترب منها هاتفا 
مهرة يلا ننام عشان انتي لو قعدتي مع نفسك اكتر من كده ھتتجني 
فحركت رأسها بأقتناع فأبتسم لها غامزا 
ياسلام علي الهدوء ياناس 
وتسأل بمغزي 
أكرم فين صحيح
فأجابته علي الفور 
اخد مفتاح شقة ماما وهيقعد هناك مرضاش يبات تاني هنا 
فعاد يتسأل وهو يحاوطها بذراعه
واتصلتي ب ورد
فهزت رأسها بأرهاق 
اه كلمتها 
فلمعت عيناه وفي لحظة كان يحملها بين ذراعيه 
لاء ديه فرصة عظيمه 
وفور ان نطق بتلك الجمله صدح رنين هاتفه في جيب سرواله لتعانقه بمشاكسه 
تليفونك بيرن يااستاذ عظيم
فطالعها بحنق وهو يسطحها علي الفراش وأخرج هاتفه ليري من يتصل به وكانت نرمين من تهاتفه كي تذكره بموعد المناقصة صباحا 
ديه نرمين
وعندما سمعت مهرة اسمها ألتقطت الهاتف ووضعته أسفل الوساده وجذبته إليها واسبلت اهدابها فضحك وهو لا يصدق ان الغيرة تجعلها تنسي خجلها منه 
يعني انتي الجراءة بتجيلك على سيرة نرمين 
ومال نحوها يغرقها بين ذراعيه
طب نرمين نرمين بقي 
نظرت ليليان الي ورد التي جلست شارده بعد ان انهت عملها بالمطبخ لتسألها ليليان 
ما خطبك ورد هذه الأيام 
فتنهدت ورد بحزن متسائله
ليليان أخبريني عن علاقة كنان ب سيلا ولما كرهها وابتعد عنها 
فنظرت لها ليليان بعدم استعاب لسؤالها ولكن اجابة عليها لعلها تريحها 
ما اعلمه ان سيلا هي من اقتربت منه إلي ان جعلته يرتبط بها واهتزت علاقتهم مع مۏت هازان 
كنان كان يعشق هازان بشده كان يعدها وكأنها ابنته 
فطأطأت ورد رأسها بحزن وهي تخشى ان يكون كنان قد فاق من مسكن حبه لها والذي اتي في وقت ضعفه واحتياجه لشخص ينسيه ما مر به 
وقف بشير متعجبا من المساعدة الجديده لكنان وبعد ان انصرفت تسأل دون تصديق 
من هذه كنان إنها تشبه هازان كثيرا
فحرك كنان رأسه بموافقة ليجلس بشير متمتما 
أنت متأكد ان فريده خانو لم تنجب توأم ل هازان 
وعندما شعر بأن مزحته ليست بمحلها 
كنان لا تعود لانتكاستك مجددا وتنعزل
زفر مراد أنفاسه بحنق وهو ينتظر رقية بجانب سيارته وسألها بضيق وهو يفتح باب سيارته لها
مكنتش محتاجه تأجلي ميعاد مقابلتنا تاني
فطالعته رقية ببرود مصطنع 
كان عندي ميعاد مهم أمبارح 
فأبتسم مراد وهو يضغط علي اسنانه
ماشي يابرنسيسة رقية هحاول اصدق ان بقي عندك مواعيد مهمه
فدفعته رقية بحنق من أمامها 
انت بتتريق عليا لو سامحت أبعد مش عايزه أخرج 
فحدق بها مراد بقوة
رقية اتعدلي وبطلي شغل الجنان اللي بقيتي ماشية عليه ده
وكلمه منه ومنها عادت راكضه الي منزلها ليفتح والدها
الباب متعجبا 
انتي مش كنتي هتقبلي مراد 
فخطت للداخل بتأفف 
اتخنقت انا ومراد 
وعلى نطقها لتلك الجمله جاء مراد خلفها حانقا من تصرفها 
رقية اعقلي ويلا 
فوقفت خلف والدها 
انا عاقله على فكره ومش عايزه أخرج مع واحد همجي زيك
لتتسع عين والدها فنظر لها مراد بعتاب واصطنع الحزن وعندما وجدته سينصرف حزين 
خلاص انا جايه 
فزفر أنفاسه بتعب محدثا نفسه 
هتتعبيني معاكي يارقية بس ديه غلطتي ولازم اتحمل نتايجها
ذهبت مهرة مع أحدي زميلاتها في مكتب السيد فؤاد إلى أحد المطاعم كان مطعم فخم وكان ملك لزوج زميلتها هذه التي بمجرد ان وصلوا اعتذرت منها وذهبت إلى غرفة زوجها واخبرتها انها ستعود لها سريعا
فجلست علي احدي الطاولات مع ترحيب لطيف لانها اتت برفقة زوجة صاحب المطعم 
وجلست تنتظر قدومها 
ومرت دقيقتان لتجد جاسم يردف للمطعم بصحبة نرمين وكان يتحدث بهاتفه ولم ينتبه لاشارة يدها نحوه فهي فور ان رأته وقفت تلوح له بيدها 
ووجدت نرمين تقترب منه تخبره بشئ ما فأنصرفوا من المطعم قبل ان يختاروا طاوله يجلسوا عليها 
ظنت أنه رأها ولم يعيرها اي اهتمام فحملت حقيبتها وقبل ان تغادر وجدت زميلتها تسألها 
مهرة رايحه فين
فأجابتها وهي تتحرك صوب الباب 
معلش ياهالة تعبانه شويه نعوضها مره تانيه 
لتقف هالة متعجبه ووجدت زوجها خلفها يسألها 
فين صاحبتك 
فألتفت اليه مع ابتسامه هادئه 
مشيت 
كان كرم يجلس مع رفيقه يشم البودرة التي امامه ثم استرخي بسعاده
الواحد حاسس أنه مبسوط
فضحك رفيقه 
الفلوس بقي ياكرم
فأخرج له كرم المال 
فأبتسم صديقه وبعد ان نظر للمال تسأل وهو يحك ذقنه 
هي مش اختك برضوه مرات جاسم الشرقاوي 
فمسح كرم علي انفه متعجبا من سؤال صديقه 
اختي
 

تم نسخ الرابط