رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
طوله عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي
وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية
الفصل الرابع عشر
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
كانت علي وشك ان تصل كف يدها لملامسة المياه ولكن صوته جعلها تتراجع سريعا متذكرة خصلات شعرها التي قد تركتها حره
فأرتبكت وهي تلتف نحوه تجمع خصلاتها تطالعه بأعين متوتره
ليقترب منها جاسم متفحصا هيئتها
اول مره اشوفك لابسه فستان
ونظر لعينيها التي تشبه لون خصلاتها
فين النضاره
يبدو ان اليوم هو يوم رؤيتها وكأنها ليست هي
وعقدت شعرها برابطته ثم مسحت عليه ترتبه
وضيقت عيناها وهي تتذكر فعلة ورد بأمر نظارتها
اما موضوع النضاره نسيتها
فأبتسم جاسم وهو يطالعها
بس باين ان نظرك كويس ميستهلش انك علطوول لبساها
فأشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر إلى مجري المياه
ممكن نسميها تعود
وابتسمت وهي تشعر بملمس الهواء يداعب وجنتيها
الجو جميل اوي
فعلا
وتابع وهو يطالع ما أمامه بأعين ثاقبه
الجو الجميل والراحه النفسيه بتجدد الطاقه
فزفرت مهرة أنفاسها ببطئ
حيث كده من واجب صاحب الشركه علي موظفينه رحله كل فتره عشان نجدد طاقتنا
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها وهو يعقد حاجبيه متذكرا يوم ان سألها صديق والده في النادي الرياضي إذا كان ديكتاتورا في عمله ام لا
علمت من رده الساخر أنه يتذكر نعتها له بذلك فيما مضى
ياخسارة كلها أحلام موظف غلبان
فأتسعت أبتسامته وهو يحدق بها
انتي غلبانه يامهرة اي حد يقول الكلام ده غيرك
وتابع وهو يتذكر مواقفها
قوانين عمل وبتطبقي اللي يعجبك جدال وبتجادلي معايا انا شخصيا قرارات وأخدتيها
هو قرار واحد اللي أخدته وكان صح
فطالعها جاسم بهدوء وهو يري أصبعها أمامه
كويس أنك كنتي بتشتغلي حرة نفسك
وتابع ضاحكا
انتي مديرة نفسك يامهرة دماغك ديه مينفعش معاها رئيس ومرؤوس
رغم أنها تعلم ان كلماته لم تكن مدح الا أنها شعرت بفخر
أوعدك بعد تجربتي العظيمه في شركتك مش هكرر تجربة الشغل مع مدير يؤمر وينفش ريشه عليا ولا كأنه
احم هو انت كنت جاي ليه
ليزفر جاسم أنفاسه بحنق وهو يبتعد عنها صاعدا لأعلي
انتي لسانك ده محتاج تحجيم
وتابع دون ان يلتف إليها
ياريت تحصليني
لتنظر اليه وهو يصعد لاعلي متمتمه بحنق
الراجل كان لطيف معايا
وأتبعته وهي تحادث نفسها
بس ده طلع بيضحك ويبتسم وبيتعامل ببساطه
وقبل ان تكمل باقي حديثها مع نفسها وجدته يقف أمامها لا يفصل بينهم إلا خطوه واحده ومال نحوها
عدي السهره ديه علي خير وبلاش تحرجيني
فأتسعت عيناها وهي تجده يكمل سيره
جلست بأرهاق على فراشها وكادت ان تغمض عيناها
مهرة انتي هتنامي قبل ماتحكيلي التفاصيل
فتأوهت مهرة بأرهاق وأخذت تتثاوب
بكره ياورده هحكيلك كل حاجه مش كفايه يوم الاجازه ضاع
لتتمتم ورد بألحاح
عشان خاطري يامهرة
وازداد ألحاحها الي ان وجدت مهرة تدفعها بيدها عنها
بس خلاص
وزفرت أنفاسها وقد عادت ذكرى اليوم بكل مافيه
الباخرة كانت جميله اوي ياورد ولا الأكل تحفه
فحدقت بها ورد بملل
أكل يامهرة انا عايزه أسمع تفاصيل مواقف
وغمزت بعينيها وهي تتنهد
مثلا الأيطالين كانوا بيتعاملوا ازاي جاسم بيه تعامله معاكي بره الشغل وفي الهواء الطلق كان ازاي
فأبتسمت وهي تتذكر ماحصل بينهم
جاسم بيه والهواء الطلق ورد حببتي جو الأفلام والروايات بتاعتك انسيها
وتابعت وهي تأخذ وسادتها بين ذراعيها وتعطيها ظهرها
وعشان أريحك انا مجرد لجاسم الشرقاوي حتت موظفه لا راحت ولا جات وهو بالنسبالي بلاء مستنيه أخلص منه وأرجع لحياتي ومكتبي الصغير والقضايا بتاعتي
وغفت وهي تحلم بأحدي مرافعاتها أمام القاضي وصوتها يزلزل المحكمه
أرتدت ثيابها الرسميه بسعاده وهي تتأمل هيئتها أمام المرآه لتجد كريم يقف خلفها مبتسما
مبسوطه
فحركت رأسها بفرح وأكملت وضع زينتها ثم خرجت من الغرفة
دون ان تعطي له اي ردة فعل كما ظن
فقد ظن أنها ستعانقه كما كانت تعانقه
او ستطبع قبلة
أمتنان علي وجنته
ولكن كل شئ أصبح في الماضي مرام تبتعد عنه تريد ان تأخذ فقط تعاقبه علي ماأقترفه بحقها رغم أنه ندم
يريد الفتاه التي أحبها ولكن اين هي
ونفض تلك الأفكار وخرج من الغرفه ليجدها في حجرة صغيريه تقبلهما وتخبر المربية بأمر طعامهم
فأبتسم وداخله يحادثه
أعذرها وتحمل
دمعت عيناها وهي تستمع لأشتياق جواد لوالديه
وضمته إليها وهي تتمتم
لا تبكي جواد سأبكي وسنغرق المكان
فأبتعد عنها جواد وهو ينظر لعينيها الدامعه ووجنتيها المبتله بدموعها ثم نظر لأرضية المكان متسائلا
مازالت الأرض نظيفه ورد ولم يغرق شئ
وبعد ان كانت تبكي اڼفجرت ضاحكة وانقضت عليه تقبله وتدغدغه
أريد ان أكلك
فضحك جواد بشقاوة
لا تأكليني ورد
فأكملت دغدغته بطفوله
يالك من لذيذ همممم
كان كنان يقف يطالعهم مبتسما فقد جاء للتو من جولته من مطالعة أعمال المنتجع ومتابعة المهندسين
حول الفترة المتبقية من أكتمال كل شئ قبل أفتتاح المنتجع
ولم ينتبهوا لوجوده الا عندما أقترب منهم وقد رأه جواد
خالو
وركض نحوه ليحمله كنان بحب وعيناه علي ورد التي وقفت تطالعهم بأرتباك تفرك يديها بتوتر كعادتها
حملت بعض الأوراق من أجل توزيعها علي مدراء الأقسام لتتفاجئ برقية تقف أمامها مبتسمه
صدفه جميله يامهرة
فأبتسمت مهرة لشقاوتها وصافحتها بود رغم انهم لم يلتقوا الا مره واحده
ازيك يارقيه أكيد كنتي عند أستاذ مسعود
فمالت رقيه نحوها بمشاغبة
لازم كل فتره اجي أشوف أحواله مع لطيفة
فضحكت مهرة لتمتعض رقية
شوفتي اه انتي اخدتي بالك من نظراتها الا هو عامل مش شايف
فهتفت مهرة بتعجب
انتي موافقه يتجوز
فحركت رقية رأسها له
مش عارفه بس انا نفسي اشوفه سعيد
واقتربت منهم لطيفه بوجه مبتسم وصوت كعب حذائها يطرق الأرض
انتي لسا هنا ياحببتي
ورمقت مهرة بنظرات ممتعضه لتلتقي عين رقية بمهرة فتبتسم
وكادت ان نتصرف مهرة بعد ان وجدت ان وجودها ليس له داعي
مهرة ممكن رقم تليفونك
وتابعت بود
عايزه نكون صحاب
تفاجئ كريم من
وجود مشيرة مع شركائه الجدد في الصفقة الضخمه التي ستدخلها شركته
وصافح المدعوين ثم صافحها متعحبا لتبتسم مشيرة له فدخولها في تلك الصفقة ماهو الا للأقتراب منه
وقفت مهرة أمام مكتبه تضع بعض الأوراق پعنف
لينظر لها ياسر بتعجب ونظر لجاسم الذي أخذ الأوراق مبتسما ببرود
شكرا يامهرة أتفضلي على مكتبك
فأنصرفت من أمامه بحنق ليتسأل ياسر
أنا حاسس ان في المده اللي سافرت فيها حاجات كتير أتغيرت
فأبتسم جاسم وهو يعود لمطالعة الأوراق التي أمامه
تقدر تقول أني أتعودت علي تصرفاتها
وضحك وهو يعلم سبب ضيقها منه
فعندما علمت بالمصادفة بالأعلان الوظيفي عن طلب موظفه للشئون القانونية ورغبت في التقديم للوظيفه أخبرها أنها ليست مؤهلة لتلك الوظيفه
جلست علي مكتبها بحنق وهي تزفر أنفاسها بقوه فجاسم الشرقاوي بغرورة وبروده لن يتغير
وأخذت تلقي الأوراق التي علي مكتبها بعصبيه في درج المكتب
فرفعت مني عيناها نحوها متسائله
في ايه تاني
فنظرت اليها مهرة بجمود ثم تلاشي جمودها وهي تتسأل
ليه بيقلل من قيمتي يامدام مني
فلم تفهم مني سؤالها
تقصدي مين
فتمتمت مهرة بحنق
السيد جاسم الموقر
فأبتسمت مني وهي تنظر للملف الذي أمامها
من ساعه ماأشتغلت معاه مشوفتهوش بيعامل حد كده غيرك انتي
ونظرت لمهرة التي تهكم وجهها
وشي مثلا بيعفرتوا
فضحكت مني وقد بدأت تتعاطف معها
مع الأيام اكيد هنكتشف السبب يامهرة
وأبتسمت وهي تجدها تلوي شفتيها بأمتعاض
السنه تخلص ولا عايزه أكتشف حاجه ولا عايزه أسمع اسمه تاني
أبتسمت ورد بسعاده وهي تري شقيقها أكرم أمام شقتهم ويحمل معه بعض الأكياس فقد أتت للتو من عملها
وأشتمت رائحة الطعام متسائلة
هو انا اللي جعانه ولا انا شميته صح
فرفع أكرم الأكياس صوب عيناها
لاء بتشمي صح
وتابع ضاحكا
هفضل واقف علي الباب كده كتير
فتحركت ورد جانبا وهي ترحب به
ياخبر البيت بيتك طبعا
فأبتسم أكرم بحب وتسأل
هي فين مهرة صحيح
وسمع صوت مهرة خلفه تجر أقدامها بأرهاق
مهرة جات أهي
فألتف نحوها أكرم بعد ان أعطي أكياس الطعام لورد
أتفضل ولا أمشي
فدفعته مهرة بيدها
ياورد تعالي خدي اخوكي من قدامي انا تعبانه وجعانه
لتأتي ورد من المطبخ تحمل طبقين بهم صنفين من الأسماك
أكرم هو اللي جايب أكلة السمك
فنظرت مهرة للطعام بحماس ونظرت اليهم
عشر دقايق وجايه تقعدوا علي السفرة محترمين
وفجأه صدح صوت شيكا
يا أستاذة مهرة ياست الأستاذه عربية البضاعة وصلت
لتحدق مهرة بالطعام فأقترب منها أكرم يربت علي كتفها بحنان
هنزل انا اشوفه وأستلم بضاعة المحل تكوني غيرتي هدومك
وأشار إليهم بدعابه
اوعوا تاكلوا من غيري
وانصرف من أمامهم لتهتف ورد بحب
حنين اوي يامهرة
فحركت مهرة رأسها وهي تسير نحو غرفتها
وشعور جميل داخلها لم تعد وحيده هي و ورد
ضحكت ورد بسعاده وهي تري جواد يقفز في حمام السباحه المغلق ويسبح بمهارة لم تكن تتوقع انه بارع هكذا
ألن تقفزي ورد
فأبتسمت ورد وهي ترتشف من كأس العصير
ورد لا تعرف كيف تسبح
لينزل الصغير رأسه أسفل الماء كاتما أنفاسه ثم يصعد ثانية
و ورد تتابع حركاته اما بقلق او أندهاش فيبدو أنه كان يتمرن من وهو رضيع
وضحكت علي تخيلها لتلك الفكره ونظرت للقاعة المغلقه بأنبهار
كل حاجه في المنتجع جميله اوي
وشهقت بفزع وهي تسمع صوت كنان
يسعدني رأيك بالتأكيد ورد
وألتفت نحوه بفزع
فزعتني
فتعجب كنان من الكلمه رغم فهمه وتحدثه بالعربيه الا أنه لا يفهم التعبيرات العامية
وضحك وهو يري نظراتها الهاربه منه
أنظري الي ورد
فنظرت إليه ثم اشاحت وجهها عنه بخجل تنظر لجواد وهو يسبح ويبتسم لهم
جواد بارع في السباحه
فأبتسم كنان لتهربها منه
شقيقتي كانت تهتم بتعليمه
وضاقت عيناه وهو يتذكر شقيقته فطالعته ورد بعد ان علمت من نبرة صوته عن آلمه
سيد كنان
فنظر إليها كنان مبتسما
انا بخير ورد
وصدح صوت الصغير يهتف
اريد انا اقول لك شئ خالو أقترب
فأقترب كنان من المسبح وجاثي علي ركبتيه كي يستمع إليه ولكن جواد جذبه لداخل المسبح بشقاوة
ولحب كنان له الذي يطغي علي أي شئ ضحك وهو يقذف قطرات الماء علي وجهه
و ورد تنظر لهم بأعين لامعه وقلبها يخفق پجنون فكنان رجلا بمتلك جاذبية طاغية تجعل أنفاسها تتسارع فتأملها وهو يبتسم وليته لم يبتسم
تجلس في مكتبه تدون علي الحاسوب الشخصي بعض الملفات تنظر إلي كل ملف وتري عدد صفحته ثم تكمل عملها بفتور
كانت في عالم روتيني تبغضه ولكن عليها الصبر العام لن يظل طويلا
وزفرت أنفاسها بقوه جعلته يرفع وجهه عن الأوراق التي أمامه ودون شعور منه أخذ يتأملها وهي في تلك الحاله وأبتسم عندما رآها تضعط على لوحة المفاتيح الخاصه بالجهاز بقوه
وأسترخي بجسده علي مقعده وبدأت عيناه تجول في تفاصيل ملامحها المتمرده
وكاد ان يضحك وهو يري أتساع عيناها نحو الملف الذي امسكته للتو كي تشرع في كتابته علي الحاسوب
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها بنظرات عجيبه لم تفهمها وتنحنحت حرجا فجعلته ينتبه لأمره
جاسم بيه
فأبتسم جاسم بطريقة ساحرة لم تعتادها منه فيبدو أنه عندما قال لها
متابعة القراءة