حين التقيتك بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


و أمى فى الشارع
هل توقف قلبه عن النبض و ضخ الډماء إلى عروقه أم توقفت رئتيه عن إمداد جسده بالهواء
أغمض عينيه لثواني ثم فتحهم ينظر إلى وجهها بعيونها الحزينه التى تنظر أرضا
دلفت الممرضه و معها إذن الخروج ليقترب منها حتى يساعدها فى السير و كانت هى من داخلها تشكره بقوة لأنها تشعر بالدوار و الرؤية مشوشة و تشعر أن ساقيها كالهلام لا يحملانها 

كانت تريح رأسها على زجاج السيارة مغمضة العينين غير واعيه لذلك الجالس بجانبها ينظر إليها كل دقيقة و أخرى سامحا لدموعه أن تهطل من عينيه تهون ولو قليلا من ذلك الألم الذي ينحر قلبه
لم تشعر به حين أوقف السيارة و بعد عدة دقائق عاد تشغيلها ثم إيقافه لها مره أخرى حتى وصلا أمام بيتها
ترجل من السيارة و طرق الباب عدة طرقات و بعد ثواني فتح لينظر إلى تلك الصغيرة صاحبة العيون الملونة و الملامح الخلابة التى تستتر خلف تلك العلامات السوداء التى تلطخ وجهها و شعر مشعث و ملابس رثه ممزقه
ليبتلع تلك الغصه التى تؤلم حلقه و قال بابتسامه حزينه
مين هنا يا حلوة 
عادت إلى الداخل دون أن تجيبه بشىء و بعد عدة ثواني ظهر أمامه رجل طويل القامه غزى الشيب رأسه يرتدى ملابس داخلية بيضاء و بين يديه أرجيله يفوح منها رائحة سيئة يعلمها جيدا
أنت مين و عايز إيه 
كان ينظر إليه بتقزز و بداخله رغبة قوية أن يلكمه فى وجهه ما هذا الأب الذى يترك أولاده فى تلك الحالة أو يترك إبنته تعاني كل هذه المعانه فى محاولة سد خانته التى تركها فارغه أى رجل هو من يترك إبنته تقابل تلك الحياة الوعره بمفردها دون إكتراث أو إهتمام
أنا الأسطى جعفر مدير هدير فى المصنع
عملت أيه بنت دى
سأله سريعا ليظهر الڠضب على وجه جعفر الذى قال بصوت عالي
بدل ما تسأل عملت إيه أسأل جرالها أيه هى مش بنتك و أنت أبوها 
ظهر الأمتعاض على وجه حنفي و قال ببعض الضيق
هو أنت جاى تعلمني أقول إيه و مقولش إيه أنت عايز أيه يا جدع أنت 
نظر جعفر إلى السيارة ليجدها كما هى غارقة فى النوم ليعود بنظره إلى الرجل إذا صح أن يقول تلك الكلمة عليه و قال
أنا جاى أطلب إيد هدير و عايز أكتب كتابي عليها النهارده
وأنا مش موافق
أجابة حنفى سريعا ثم أستمر موضحا
هدير هى إللى بتصرف على أخوتها لما تتجوز أخواتها هيموتوا من الجوع
لم يشعر بنفسه و هو يهجم على الرجل لتسقط الأرجيلة من يديه حين أمسكه من ملابسه المتسخه و قال
أنت إزاى كده حقېر و واطى أنت أب أنت
دفعه إلى الخلف و هو يكمل بازدراء
أنا هكتب عليها و هاخدها هى وأخوتها و أمها معايا
أبتسم حنفي بسعادة ليكمل جعفر
و مش هتدفع مليم واحد فى الجوازه دى بس أنا ليا شرط
أتسعت إبتسامة حنفي و هو يقول
شروطك أوامر يا أسطى بس أنا كمان ليا طلب
رفع جعفر حاجبه المقسوم بسبب ذلك الچرح القديم ليقول حنفي قبل أن ټخونه شجاعته أمام تلك الهيئة المخية التى تقف أمامه متجسده فى كتلة عضلات تحمل رأس له عينان حادتان
مهرها و لا هتاخدها كده من غير حاجة
ليعود جعفر يمسكه من ملابسه و هو يقول بصوت جهورى جعل جميع أخوتها تتجمع عند باب الغرفة الداخلية يشاهدون ما يحدث پخوف
أنت كمان عايز تاخد فلوس هى بيعه و عايز تاخد تمنها أنت راجل خسيس و

واطى صحيح
ليبعد حنفي يد جعفر عن ملابسه و هو يقول
تدفع مهرها تاخدها فى إيدك و أنت ماشي وأبقى أكتب عليها براحتك مدفعتش طلبك مرفوض و ورينا عرض إكتافك
لن يتحمل أكثر من ذلك فرفع قبضته و ضربه فى نصف وجهه ليترنح فى وقفته و سقط أرضا لينحنى جعفر و نظر إليه و هو مسطح أرضا
هدير معايا فى العربية بره هبعت أجيب المأذون و هكتب عليها و هديلك ٥ الآف جنيه بس مش عايز أشوف وشك نهائى و لا تقرب من هدير و لا من أخوتها و هتمضيلي وصل أمانه اااه علشان مترجعش فى كلامك موافق
ظل حنفى ينظر إليه پخوف ثم أومىء بنعم ليرفع جعفر عينيه إلى الأطفال الواقفين عند الباب و قال لأكبرهم
تعرف شيخ الجامع
أومىء الصبي بنعم ليقول له
روح ناديه بسرعة
ليركض علي إلى الخارج سريعا منفذا أمر جعفر دون أن يفهم و لكنه سعيد بسبب ما فعله فى والده الذي يظل طوال الوقت فى المنزل بين سبهم و ضربهم و أيضا بسبب قسوته على أمهم المړيضة و أخذه للمال من هدير حتى يشترى تلك الأشياء الغريبة التى تجعله يقوم بأفعال لا يفهمها بسبب أن هدير دائما تبعدهم عنه حتى لا يأخذون شىء من أفعاله
بعد عدة دقائق عاد علي و بيده شيخ الجامع ليجد حنفي يجلس أرضا أسفل قدمي شاب ثلاثيني رغم أن ملامحه تبدوا عليها الشړ إلا
 

تم نسخ الرابط