يدوا... لبعض فرصة.. ثانية... إبتعدت عنه صاړخة بلهفة بجد... إنت عرفت إزاي. تنهد شاهين بغيظ لابتعادها عنه ليجيبها بضيق حبيبتي... انا قلتلك محمد هو اللي قالي إمبارح....إطمني نور كويسة و المشكلة إتحلت... هو إنت حاطة روج نظرت له ببلاهة و كأنها تراه برأسيه قائلة تؤ... روج إيه اصل مرات عمر كل أما تيجي مكتبك بتجبلك معاها روج... انا موافق بس في المقابل مش عاوزك تغصبي الاولاد ياكلو الأكل الصحي بتاعك.... كاميليا و هي تشير باصابعها الاربعة تؤ... كده يبقوا أربعة أيام....كل حاجة مقابل يوم أجازة... داه شرطي. شاهين بضحك بقى كده...طيب إيه رأيك نعقد صفقة مقابل أسبوع إجازة.... كاميليا مدعية التفكير موافقة إتفضل..... إبتسم الاخر و انا راضية بيومين الاجازة اللي إنت إدتهملي في الأول..... أجابها شاهين طيب
إهدي خلينا نتفق..... تبدلت ملامح شاهين الضاحكة حالما أغلقت الباب متخيلا هروبها من حياته بهذا الشكل... أظلمت عيناه و تجهمت ملامحه بشدة بعد أن تذكر حواره البارحة مع محمد بدأ شعور الڠضب ينهش جسده تدريجيا تزامنا مع صوت أنفاسه المتصاعدة بحدة حتى أصبح مظهره مخيفا كوحش مستعد للانقاض على فريسته.... لكن كل هذا الڠضب لم يكن موجها سوى لنفسه أغمض عينيه ليتراءى له وجه محمد الذي يتهمه دون رحمة في تدهور نفسية نور بسبب تأثرها لما حصل لاختها.... كاميليا حبيبته... تمتم بداخله و هو يشعر بدمائه تغلي مش حترتاح يا شاهين مهما عملت. على الساعة الحادية عشرة ليلا في غرفة أيهم..... فتحت ليليان عينيها لشعورها بالعطش...لتجد أيهم مستيقظا و هيئته تدل على عدم نومه... كان مستندا على ذراعه و يتأملها و هي نائمة إبتسم بسعادة لرؤيتها تفتح عينيها قبل أن يلتفت وراءه ليحضر كوب الماء الموضوع فوق الطاولة الصغيرة بجانب السرير... أزاح الغطاء و هو يمده نحو شفتيها لترتشف ليليان منه حتى إكتفت ليرجعه مكانه ثم يعود لنفس وضعيته السابقة قائلالسه بتصحي في الليل عشان تشربي.... ليليان بابتسامة مقتضبة و صوت مغلف باثار النوم أيوا...بعطش في الليل....بس إنت ليه صاحي لحد دلوقتي . رتب الغطاء حولها بعناية قائلا بحنو خاېف أنام و أصحى الاقي نفسي كنت في حلم...خليني كده أحسن... ليليان بابتسامة خفيفة طيب حتفضل صاحي لحد إمتى... متنساش بكرة وراك شغل كثير..... أيهم و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها كل حاجة بتكون سهلة معاكي...يلا نامي و إرتاحي متشغليش بالك بيا صدقيني أنا حاسس إني في الجنة دلوقتي.. كفاية إنك نايمة جمبي.... أومأت له ليليان لتغمض عينيها متمتمة بصوت منخفض طيب لو حسيت إنك عاوز تنام...متقاومش إنت محتاج ترتاح فتحت ليليان عينيها على حركته لتجد نفسها صوت أيهم الذي قاطعها قائلا بنبرة متوسلة مش حعرف أنام غير كده... اومأت له لتسقط في النوم سريعا بعد إن تسللت إلى أنفها رائحة عطره الناعمة و بذلك رحمت دماغها من كثرة التفكير المتواصل الذي لطالما أرق نومها ليالي طويلة لمدة سنين...قررت عدم التفكير في المستقبل و إعطاء جسدها و عقلها و قلبها إجازة....يكفي ماضاع من العمر الزمن وحده كفيل لتلتئم الچروح رغم أن هناك أوجاعا لا تكفي حياة كاملة لنسيانها.... بعد ساعتين... إستيقظ أيهم مڤزوعا من نومه لكنه هدأ بعد أن أحس بثقل رأسها على ذراعه...ليحمد الله بصوت خاڤت الحمد لله.. طلع كابوس. الفصل الثامن الجزء الثاني إستيقظت نور باكرا على غير عادتها...رغم أنها ظلت ليلية البارحة مستيقظة حتى ساعة متأخرة تفكر في ما ستفعله بعد أن قبل محمد باعطائها فرصة أخيرة حتى تصلح معاملتها معه.... شردت قليلا بينما تنظم فراشها عندما تذكرت عدم حماسه للفكرة رغم إعترافه بأنه مازال يحبها رغم كل ما فعلته معه..... لكنه كأي رجل حقيقي يضع كرامته فوق كل إعتبار..... بعد ساعة إنتهت من حمامها و تنشيف شعرها و هاهي الان تقف أمام خزانتها لتختار ماذا سترتدي..... ترددت قليلا قبل أن تخرج ملابس رياضية صوفية باللون الكراميل قريب من لون شعرها الأشقر القصير.... إرتدتهم ثم نظرت لنفسها المرآة لتقيم نفسها.. تفننت في وضع زينة وجهها كما لن تفعل من قبل و حرصت على إخفاء الچروح و الكدمات بوضع طبقة إضافية من مساحيق التجميل ثم إرتدت حذاءها الرياضي الابيض ... خرجت من غرفتها و هي تدندن احدى الألحان المصرية القديمة بصوت خاڤت لتجد والدتها تجهز الإفطار...و التي رمقتها بطرف عين قبل أن تنشغل من جديد بما تفعله قائلة صاحية بدري النهاردة غريبة مش عوايدك يعني..... قضمت نور بعضا من الكايك اللذيذ الذي تصنعه والدتها قبل أن تجيبها صباح الخير.... أصل عندي مشوار مهم الصبح . الام بالهدوم دي أنزلت نور رأسها تتفحص ملابسها قائلة بتعجب وحشة الام بخبث مش حكاية وحشة بس...و إلا بلاش المهم إنكم رجعتوا لبعض.. نهضت نور من مكانها و هي تمسح فمها بالمنديل بحذر حتى لاتفسد أحمر الشفاه قائلة ماما انا رايحة محتاجة حاجة الام بحنو لا ياحبيبتي سلامتك... خلي بالك من نفسك.... أجابتها نور من بعيد و هي تتفحص مظهرها في كاميرا هاتفها حاضر ياماما.... سمعت والدتها صوت إغلاق الباب لتتنهد بخفوت قائلة ربنا يهديك يا بنتي و ينور طريقك..... في الخارج وقفت نور أمام باب الشقة... اخذت نفسا عميقا قبل أن تتقدم بخطواتها نحو شقة محمد المقابلة لهم.... طرقت الباب بهدوء ثم وضعت يديها في جيب السترة الرياضية محركة يديها بتوتر...لحظات و اطل محمد من وراء الباب بسترته الرياضية ذات اللونين الأزرق و الأبيض... إبتسمت بعد أن لاحظت ملامحه المتعجبة قائلة برقة صباح الخير.....متستغربش كده كل الحكاية إني عاوزة اجري معاك شوية... طبعا لو معندكش مانع.... نفى محمد برأسه و هو يجيبها
مبتسما صباح الورد...بالعكس اهلا و سهلا... إستدارت نور نحو الدرج لتطل عليه من اعلى هاتفة بتحمس طبعا إنت حتنزل من السلم عشان كدة انا حسبقك لتحت.... محمد طيب انا حجيب موبايلي و المفاتيح و حلحقك.... أشارت له نور ثم نزلت الدرج مهرولة...حتى وصلت لاسفل العمارة تلهث...وضعت يدها على خصرها و الأخرى على صدرها لتتنفس بقوة هامسة من بين لهاثها ېخرب بيت غبائي كان لازم يعني ...حوار الرياضة و الجري داه... انا نزلت السلم بالعافية.... أمال حعمل إيه في الباقي.... إلتفتت وراءة فزعة بعد أن سمعت ضحكات محمد الذي كان يستمع إليها بعد أن وصل بعدها بثوان.. زمت شفتيها بحزن مصطنع زاد ملامحها البريئة جمالا في عيني محمد الذي كف عن الضحك قائلا بمزاححتستسلمي من أولها.. انا كنت متأكد إنك مش حتقدري تكملي... توسعت عيناها پصدمة من كلامه قبل أن ترمقه بتحدي مستحيل...وإنت عارفني. كويس لما أحط حاجة في دماغي بوصلها...يلا خلينا نكمل.... أشار لها بيده لتسبقه قائلا طيب يلا خلينا نشوف... تجاوزها راكضا بسرعة خفيفة لتلحقه نور متسائلة مش حناخذ العربية أجابها محمد بضحك طب لما نركب العربية حنجري إزاي يا ناصحة نور بخجل لا قصدي ناخذها و لما نوصل النادي نركنها و نكمل جري.... محمد بنفيلا انا متعود اجري من البيت لحد النادي كل صبح و العربية يسيبها هنا على... كل النادي مش بعيد ربع ساعة جري و نوصل..... نور بانفاس لاهثة من الركض ربع ساعة قليل جدا بصراحة....انا لو حكمل دقيقة ثانية حقع....خلينا نرتاح شوية.... محمد بضحك داه إنت طلعتي ضعيفة اوي ثلاثة دقائق جري و عاوزة ترتاحي... دي العمارة اللي إحنا ساكنين فيها لسه بتبان هناك...يلا بلاش كسل... جذبها من يدها يحثها على المشي... لتبدأ نور بالتذمر من جديد حتى وصلا بعد دقائق إلى النادي الرياضي.... دخلا ليجدا العم محروس المسؤول على تنظيف النادي و الاهتمام به.... محمد صباح الخير يا عمر محروس.... العم محروس بابتسامة وهو يضع المنشفة على كتفه صباح الخير يا ابني... نظر بتردد نحو نور و قد بانت على ملامحه التعجب من وجودها فماذا تفعل فتاة بهذا الوقت المبكر في نادي رياضي رجالي زال ضياعه و تهللت اساريره بعد أن سمع محمد يقول دي مراتي يا عم محروس... ليجيبه الاخر بفرحة اهلا و سهلا يا بنتي لمؤاخذة اصلي اول مرة اشوفك.... نور بابتسامة مماثلة أهلا و سهلا.... القى محمد نظرة تفحصية في الارجاء قائلا كل حاجة تمام ياعم محروس مفيش مشاكل العم بنفيالحمد لله كله زي الفل...بس الكابتن طارق قلي أفكرك عشان إشتراكات الدفعة الجديدة... مش فاكر هما تابعين اي قسم بس هو قالي إنك عارف.... محمد بايجاب تمام يا عم محروس روح شوف شغلك و..... إستنى شوية.... إلتفت نحو نور متسائلا تحبي تشربي إيه و إلا نخليها فطار..... نور بنفي لا أنا فطرت مش عاوزة حاجة غير كباية مية بس.... محمد لا إنت اول مرة تشرفيني في النادي بتاعي... يبقى مفيش إعتراض....عم محروس لو سمحت خلي هادي يبعثلنا أحلى فطار من الكافتيريا و متنساش كباية الشاي... محروس بإيجاب حاضر يا إبني.... غادر الرجل ليكمل محمد طريقه نحو مكتبه و هو يحدث نور التي كانت تسير لجانبه و هي تتفحص ما حولها بانبهار قائلة واو النادي كبير أوي.... أجابها محمد و هو يصعد الدرج للأعلى إنشاء الله يوم الجمعة تبقي تشوفيه بالتفصيل ...
و أكيد حيعجبك و لو عاوزة تمارسي أي رياضة حبقى اساعدك.... نور بنفي لالا مفيش داعي... انا أصلا مش بحب الرياضة من و انا صغيرة.... محمد بضحك ما أنا عارف بس قلت يمكن لما تشوفي النادي من جوا تغيري رأيك... فتح الباب ليشير لها لتدخل بحركة نبيلة مكملا بلهجة درامية تفضلي ماي برنسس...أنرتي مكتبي المتواضع..... ضحكت نور و هي تبادله المزاح شكرا ايها البرنس.... مش عارفة تتقال إزاي... محمد متقلقيش المعنى وصل و داه المهم.... جلست نور على الاريكة و هي تتنهد عندما تذكرت يوم أمس عندما جاءت إلى هنا باكية جالت ببصرها في أنحاء المكتب لتنتبه لأثاثه الرمادي و وجود بعض التحف الأنيقة التي كانت تزينه إضافة إلى خزانة بلورية تحتوي على عديد الميداليات و الجوائز التي تحصل عليها محمد خلال إشتراكه في عدة مسابقات منذ طفولته..... تنهدت بأسف لأنها للتو إكتشفت أنها لا تعلم عنه شيئا رغم مرور أكثر من عام على زواجهما..... نفت أفكارها ثم هبت من مكانها متجهة نحو محمد الذي كان يتفحص عدة أوراق.... وقفت لجانبه قائلة بحماس إيه رأيك اساعدك... نظر نحوها محمد بتعجب قبل أن يعيد نظره نحو الأوراق تساعديني في إيه نور و هي تهز كتفيها