الشيطان شاهين الجزء الثاني
المحتويات
لينزل أكمام القميص لتظهر جليا عروق يديه البارزة بشكل أخاذ سلب عقل وقلب كاميليا التي تبخرت جميع الأفكار من عقلها و عجز لسانها عن الحديث و تاهت عن الواقع لا ترى سواه أمامها... رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي تراه هكذا لكنها لاتعلم لما شعرت هكذا... همهمت كاميليا بكلمات غير مفهومة قبل أن يحرك رأسها يمينا و شمالا تنفي أفكارها المنحرفة التي غزت عقلها و التي تحثها على الإسراع و الارتماء بين ذراعيه القويتين لتنعم بدفئ أحضانه التي حرمت منها ليلة امس.... اما شاهين فقد كان مركزا مع كل حركة و نظرة و نفس يصدر منها مخفيا إبتسامته الخبيثة فقد قرأ جيدا في عيناها نظرات الإعجاب التي كادت تخترق جسده و لكم أعجبه ذلك و اسعده لكنه تظاهر بعدم الإهتمام و اكمل ما يفعله تحت غطاء الجمود الذي يبرع دائما في إرتدائه.... لكنه سرعان ما فوجئ بها تجذبه من ذراعه ليلتفت نحوها ثم تدفعه من جديد إلى الوراء صاړخة پجنون إنت تقصد إيه بكلامك اللي قلته من شوية...يعني إيه معادش في حاجة إسمها انا و إنت شاهين بحزم و هو يكتم ضحكاته على صغيرته الهادئةالتي تحولت فجأة إلى نمرة شرسة يعني زي ما فهمتي و بلاش تعلي صوتك قدامي..متنسيش إنت واقفة بتتكلمي مع مين شهقت كاميليا بتعجب مما يقوله لكنها تداركت الأمر بسرعة مقررة عدم الاستسلام مجددا نعم...و حكون بتكلم مع مين يعني... مع جوزي وابو عيالي . شاهين بصرامة عشان انا جوزك و ابو عيالك زي ما بتقولي فلازم تحترميني و لما تتكلمي معايا تتكلمي بهدوء مين غير زعيق. كاميليا بحنق بقلك إيه بطل برود عشان بتنرفزني... إيه مالك قلبت مرة واحدة كده كل داه عشان خناقة إمبارح ما انا إعتذرتلك بدل المرة الف بس إنت اللي مش راضي تسامحني.... شاهين بصوت متعب عشان في كل مرة بيحصل موقف يفكرك في اللي حصل زمان اول حاجة تعمليها تيجي جري عليا عشان تفكريني بأنك عمرك مانسيتي و إن الماضي عمره ما حيسيبنا و حيفضل عايش مابينا لحد النهاية... كل مرة بتسمعيني كلام قاسې و بتدوسي على قلبي ... عمرك ما اهتميتي بيا و لا بمشاعري و لا انا بكون حاسس بايه لما اسمع إن حبيبتي اللي مستعد أموت و لا شوف دموعها إني أنا سبب حزنها. للأسف يا كاميليا مش شايفة غير إني جلادك و إنت ضحيتي... كاميليا پخوف قصدك إيه شاهين بتنهيدة أنا دلوقتي مستعجل ورايا شغل مهم لما ارجع المساء نبقى نتكلم . كاميليا و قد عميت عيناها تعالي هنا رايح فين.. مش حتتحرك خطوة واحدة مين غير ماتفهمني إيه اللي بيحصل معاك...و إيه سر النغمة الجديدة دي تكونش السكرتيرة الحلوة ام عنين مش باينلهم لون اللي إنت عينتها من اسبوع .... إيه عاجباك... شاهين بحدة كاميليا... إحترمي نفسك مش انا اللي اعمل كده و إنت عارفاني كويس... كاميليا و هي تشيح بيديها في الهواء أمال فيه إيه فهمني.. شاهين و هو ينفخ الهواء بملل زي ماقلتلك بالليل حنبقى نتكلم....حاجات كثيرة كان لازم تتغير من زمان... كاميليا بضعف و عيناها مغرورقتان بالدموع عاوز تطلقني يا شاهين...حتسيبني....... أغمض عينيه بقلة حيلة قابضا على يديه بقوة حتى إبيضت مفاصله ليمنع نفسه من جذبها و إعتصارها في عناق طويل حتى يعاقبها على تفوها بهذه الكلمات التي يبغضها... يريد طمئنتها و تعريفها بأسلوبه الخاص انه لها لوحدها و إن جميع نساء العالم لايعنون له شيئا فقلبه ملك لها منذ سنين و لايوجد غيرها
و كأنها ترى شبحا أمامها تمتمت پبكاء الشنط.... إنت حتسافر تاني و تسيبني لوحدي...... عقد أيهم حاجبيه بتعجب لعدم فهمه ماتقصده لكنه تدارك الأمر بسرعة و إنحنى من جديد نحوها ليحملها و يضعها برفق على الفراش و يحضر كأسا من الماء ليعطيه لها حتى تهدأ.... دفعت يده بعيدا عنها ثم شرعت تبكي بقوة تحت أنظار ايهم الذي يكاد ېموت قلقا عليها.... ليهتف طب قوليلي على الاقل بټعيطي ليه انا سايبك من شوية و كنتي كويسة حصل إيه بس... ليليان بتقطع الشنط.... اللي هناك إنت ليه مقلتليش إنك حتسافر..... نفخ أيهم الهواء بقوة تعبيرا عن إرتياحه قبل أن يجلس بجانبها و يمسح وجهها الذي اغرقته دموعها رغم ممانعتها... امسك رأسها بلطف ليديره من جديد نحو الحقائب ليهمس في اذنها بنبرة ضاحكة طب بصي كويس للشنط و قوليلي إيه رأيك في الألوان...شنطة لونها اسود و إثنين بينك...يا ترى حيكون مظهري إيه و انا دكتور جراح بهيبتي و مركزي حاطط هدومه في شنطة لونها بينك زي البنات .... نظرت نحوه ليليان و هي تبتسم رغم دموعها لكنها عاودت ما لبثت ان تحولت ملامحها إلى الفزع مرة أخرى لتقول حتسافر مع واحدة....إنت لسه بتخ.. أيهم مقاطعا إياها بصوت عال و هو يمسك كتفيها بكلتا يديه مشددا على كل كلمة يقولها لا... لا..... يا ليليان انا و إنت اللي حنسافر مع بعض بعد فرح محمد اخويا... عشان إحنا بقالنا فترة كبيرة مفيش في حياتنا غير الشغل فقلت نروح شرم الشيخ نقضي اسبوعين لوحدنا....انا كنت عاوز نروح مكان برا مصر عارفك مش حتوافقي عشان ايسم فهمتي الشنط دي لمين..... هزت ليليان رأسها بايماء ليكمل هو حديثه اتمنى لو إنك تحاولي تسأليني قبل ماتحكمي من دماغك... أغمض عينيه بالم و هو يشعر بضعف شديد يحتاج كيانه خاصة بعد معرفته بما تعانيه بسببه فمنذ إستعانته بذلك الطبيب النفسي الذي اخبره بأن ماتعانيه سببه عدم ثقتها به و خۏفها الدائم من إن يعود كما كان في السابق قبل أن يتغير و هذا ما سبب لها هواجس دائمة تجعل عقلها الباطني يصدر احكاما متسرعة فهي أصبحت حساسة جدا و يلزمها معاملة خاصة و اولها ان يحاول التواجد معها طوال الوقت و ان تكون هي محور حياته حتى يشعرها بالامان و ان يستعيد ثقتها فيه ..... جذبها نحوه فجأة ليعانقها بقوة كبيرة و كأنه يريد إدخالها لقلبه لتتاكد بنفسها
متابعة القراءة