اشواك الورد الجزء الرابع بقلم مني لطفي
نزل السلالم ثم متوجها نحو الصالون ليودع محمود ووجدهم لازالوا يطرحون توقعات بهوية مدبر المکيدة... ما إن لمحه محمود حتى سار إليه ليودعه على وعد باللقاء في المكتب من أجل استكمال التحقيق.
لحق بصديقه إلى الملحق الصغير ليجده قد قلب الغرفة رأسا على عقب وهو مقطب يخبره باستنتاجه.
لم يحمل معه شيء لقد هرب على حين غفلة.
هل ستعود معي إلى المركز فأنا متشوق لأشاهد ما سجلته آلات التصوير
طبعا أنا كثر منك فضولا ..هل اتصلت بعادل
نفض هشام كفيه ببعضهما يرافق ليث مغادرين بينما يتأكد من استدعاء المتخصص التقني.
نعم سينضم إلينا.
سوف تغرقين الحجز بدموعك وسنغرق جميعا فكما ترين لا منافد للماء هنا.
إسمي مريم أبلغ من العمر ثلاث و عشرون سنة لم أستطع إكمال تعليمي الجامعي وانقطعت عن الدراسة بعد أول سنة مع أنني تجاوزتها بمعدلات جيدة قسم الأدب الإنجليزي... وكل ذلك بسبب زوج أمي منذ أن دخل حياتنا انقلبت إلى چحيم مستعر.. كنت الفتاة الوحيدة لوالداي أسرة صغيرة سعيدة لم نكن من الأغنياء لكن أيضا لم نكن فقراء أغدقا علي والداي بالحنان ورأيت الحب الحقيقي فيهما فأبي أحب أمي بصدق وهي أحبته بالمقابل ولأنهما يتيمين اعتبراني كل حياتهما كان كل شيء جميل إلى اليوم الذي ظهر به ذلك الرجل الحقېر على باب شقتنا ليبلغنا بالخبر الذي زلزل حياتنا وقلبها رأسا على عقب ...ۏفاة والدي أثناء تأدية عمله بسبب مادة خطېرة يستعملونها أحرقت رئتيه ...صعقنا وغمي على أمي فساعدني بحملها إلى المستشفى حيث علمنا أنها أصيبت بأزمة قلبية جراء الصدمة... لم يتركني أبدا خلال أزمتنا وأخبرني بأنه زميل لوالدي بالعمل وأنه سيتكلف بإجراءات تسليمه و دفنه ...صدقنا طيبته أنا و أمي وخصوصا حين نصحنا بطلب التعويض من الشركة التي ستسارع لتلبية مطالبنا تفاديا للمحاكم وتشويه سمعتها أقنع أمي بأنني سأحتاج للمال لدراستي و أيضا لقلبها المتضرر الذي سيحتاج للعلاج ولن يكفينا معاش أبي فعملنا بنصيحته وبالفعل سلمتنا الشركة مال التعويض الذي ليس بتعويض مهما بلغ قدره فكيف بالله عليك سيعوض المال مۏت أحد والديك
هذا الرجل الذي وجدته بجانبك عار هل لمسك
سارعت مريم بالنفي قطعا.
أبدا لم يلمسني أنا بكر عذراء يا ....صحيح أنا لا أعلم اسمك.
ابتسمت ورد تخاطبها بنبرة قوية.
اتسعت عينا مريم تفغر فمها ببلاهة بينما تحاول استيعاب ما تتفوه به الفتاة جوارها هل ما سمعته حقا هل ستخرج من الحجز هل ستعود لدراستها لحياة خالية من وجود ذلك الحقېر وتهديداته ومقابل ماذا أن لا ټنتقم منه إلى الچحيم هو وأي اڼتقام منه لن يرجع إليها والداها من المۏت والأحرى ها استعادة حياتها...
املي علي اسمك بالكامل واسم ذلك الرجل ..سأكلف محامي العائلة بقضيتك ليقوم باللازم ولا تقابلي أحدا إلا هو ...اسمه عز الدين الشامي إحفظي هذا الاسم ولا تقابلي غيره وافعلي كل ما سيطلبه منك دون سؤال و لا تخافي... اتفقنا
لماذا تساعدينني... أنا لا أملك المال..
قاطعتها ورد بملامح متصلبة.
لم أسألك مالا و لكي تطمئني أنا أعمل في جمعية خيرية أساعدك باسمها ...جمعية الحنين... ألم تسمعي عنها
أظنها جمعية كبيرة لكن ماذا تفعلين أنت هنا
ابتسمت ورد ببرود تجيبها.
صدقيني يا مريم لا تريدين أن تعرفي.
انتهى الفصل الرابع