اشواك الورد الجزء الثالث بقلم مني لطفي

موقع أيام نيوز

أن أغلق البوابة الداخلية وقد لمحها تحتل إحدى أرائك غرفة الجلوس المفتوحة على بهو الاستقبال يستدرك بحيرة. 
وجدت البوابة الخارجية مفتوحة و لم يكن هناك لا زيد ولا كرم... أين هما لا يجوز ترك البوابة هكذا.
قبل محمود رأس أمه التي تعجبت هي الأخرى تجيبه. 
عليكم السلام بني ظننت بأن زيدا هناك أما كرم فهو في إجازة مع زوجته وسيعودان غدا إن شاء الله...غريب حقا! أين ذهب زيد دون إذن هل أنت متأكد بأنه ليس في الحديقة
كان محمود سيجيبها لولا رنين جرس البيت فعاد ليفتح عسى أن يكون زيد قد عاد من مشوار ما.
جذب البوابة الخارجية ليقابله مجموعة من الرجال بزي الشرطة يحملون السلاح أمام ناقلتين خاصتين بشرطة التدخل السريع ورجلين بملابس مدنية يبدوان أعلى منهم رتبة.
تقدم الأشقر يقول أمام وجه محمود المدهوش.
السلام عليكم هل هذا منزل ورد الخطاب 
أجل وأنا أخوها ماذا هناك 
مد ليث بيده لمحمود يصافحه فبادله هذا الأخير المصافحة بينما يوجه له نظرات مرتابة وقلقة. 
أتتنا إخبارية بوجود مخزن للممنو عات بقبو المنزل الخاص بالآنسة ورد الخطاب ولقد صدر إذن بتفتيش المنزل ونحن هنا لتنفيذه نرجو أن تساعدونا لتمر العملية بسلاسة وهدوء. 
تجمد محمود مصډوما وشل تفكيره تماما فلم يستوعب كلمة مما قيل له.
شعر به ليث فطلب منه مرافقته داخل المنزل ولم يختلف شعور والدته وهي ترى رجال الشرطة يستبيحون منزلها يفتشون بكل زاوية.
طالبت ابنها بتفسير فتهرب منها محمود بكلمات مهدئة يدعو الله أن يمر الوقت بسرعة و لا يجدوا أي شيء. 
تململت ورد بفراشها تشعر بجسدها ثقيلا و كأن جبلا يجثم عليه أحست بحركة بالبيت غير عادية وضجيج مكتوم دفع بها لتغادر سريرها بتثاقل وإعياء تلملم شعرها بشكل فوضوي.
خرجت من غرفتها تلتقط الأصوات المكتومة بشكل أوضح حتى فغرت فمها وهي تشاهد عناصر الشرطة منتشرة بين أرجاء بيتها و كأنهم يبحتون عن شيء ما وكل ما شغل تفكيرها في تلك اللحظة أمها فهمت بالبحث عنها حين سمعت صوتها و صوت أخيها لتتوجه رأسا نحو البهو .
ما هذه الورطة ..فكر ليث أمام المرأة الوقورة تبدو له فزعة مرتبكة بوقفتها ترتعش وابنها يحاول احتواءها وهو نفسه خائڤ بالرغم مما يظهره خلاف ذلك... .قطع عليه أفكاره صوت يعلمه جيدا كان قد سمعه بالأمس القريب. 
ماذا يحدث هنا
لم يكن يتوقع و لا بأحلامه أنه سيفارقها بمنتصف الليل ليصبح عليها اليوم التالي مباشرة. ابتسم بهزؤ يفكر ساخرا إفرح يا هشام فها هو القدر وضعها بطريقنا لكن يا ترى هل بالخير أو بالشړ سآسف كثيرا بوضع هذه الآنسة بمنامتها الوردية وتسريحتها الطفولية خلف القضبان.. ومع حمرة النوم العالقة بخديها تبدو كطفلة صغيرة لولا تلك النظرة السوداء على صفحة عينيها لا تتغير حتى وهي مستيقظة من النوم لتو... قطب ليث يشعر بقبضة تلم بصدره من مجرد التفكير بأن لها علاقة بمن يبحتون عنه ثم تصنع اللامبالاة يفكر بأنها كغيرها إن اتضح بأنها مذنبة ستلقى جزاءها مثل من قبلها ولم يكمل فكرته تلك حتى سمع الضابط ياسين يلهث من هول ما سيقوله فاستعد ليث لخبر لن يعجبه البتة. 
سيدي القبو مليء بالممنو عات! نفس الكمية التي كنا نتابعها مند دخولها أرض الوطن ونفس النوعية أيضا.
ساد الجمود يكتسح الجميع حتى عناصر الشرطة صمتوا فجأة وكأنهم هم أيضا صدموا لم يكسر هذا الجمود إلا سؤال السيدة عائشة بنبرة باكية وقد بدأت تستشعر الخطړ يحوم حول صغارها. 
هل يستطيع أحدكم إخباري بما يحدث
تدارك
تم نسخ الرابط