فتاه جميله
المحتويات
تلك المرة الأولي التي يطلب بوجود فتاة داخل قصره نهض من مكانه بشموخ كبير دس يديه في جيب البنطلون ضيق عينيه السمراء التي يكسوها الحزن هتف بنبرة هزت جدران القصر
انتوا مش بتفهموا أنا عايز البنت اللي كانت بتطبخ في المطعم
تنحنح أحداهما پخوف ملحوظ أراد التحدث ليظهر اعتراضه على طلبه فهمس بخفوت
حضرتك البنت دي معروفة أنها بترفض شغل خارج المطعم على الرغم من احتياجها للفلوس عشان علاج والدها
اتصلوا بالمطعم وجيبه رقمها
وبالفعل نفذ أحداهما الطلب أخذ رقم بلهفة فتح الهاتف المحمول الخاص به ضغط على عدة أرقام بسرعة ثم هتف
الو
مين معايا
أصيل الشاذلي
فجأة وبدون مقدمات أغلق الهاتف في وجهه زاح الهاتف عن أذنه بملامح الاندهاش التي فرشت وجهه مط شفتيه باستنكار عاد الاتصال مرة أخرى
يوه مش قولت الرقم غلط
عايزك تشتغلي عندي
نعم
في إيه محتاج شيف في قصري
سوري مش بشتغل عند حد أنا بشتغل في المطعم وبس
مرتب 10000 جنيه وقابل للزيادة فكري كويس
تلك المرة أغلق الهاتف المحمول في وجهها رد ما فعلته في الأول لا يتقبل الإهانة سواء بقصد أو بدون قوس فمه بابتسامة نصر كأنه على يقين من موافقتها
ظلت جوهرة تفكر في الأمر جيدا علت السعادة قلبها حين فكرت في المبلغ فهي تحتاج إلي المال لكي تكفي علاج والدها وجلب الأشياء التي تريدها هرولت بسرعة إلي حجرة والدها لتخبره لكي تعم الفرح في شامل البيت وقفت على باب الحجرة المفتوحة ظهرت رأسها المستديرة البيضاء مع جزء جسدها العلوي من الباب هتفت بسعادة عارمة
ترك سعد الجريدة التي يقرأها كعادته يوميا أشار لها بالولوج للداخل خاصة على المقعد المجاور له وقال بنبرة رسمية بنظرات عادية
تعالي يا جوهرة أقعدي
أومأت رأسها بالموافقة حركت قدميها للأمام بالفعل جلست على المقعد المجاور له زادت سرعة نبضات قلبها وتمتمت قبل أن تتفوه
عندي ليك خبر بس محتارة فيه
أنجزي يا جوهرة
أخرجت نفس طويل قدر ما تحمله من حيرة وقالت بحماس
أنا أتعرض عليا شغل بمبلغ 10000
ربت على كتفها ببرود واضح كأنها لم يستمع جيدا ما قالته في التو ردد
مبروك ألف مبروك أوي في حاجة تاني
بقولك أنا أتعرض عليا شغل بمبلغ 10000 أنت سامعني
نهض من مكانه حملق بعينيها السمراء الضيقة على مضض في عينيها البنية الواسعة التي ورثتها من والدتها رحمة الله عليها وقال بصرامة
عشان مقولتيش إيه الشغل يتوافق عليه أو لا نسيتي تربيتي ليكي
صعقټ بشدة كلماته كالخڼجر يطعن قلبها ببرود لكي ټموت قتيلة بعد ما قتل أحلامها الوردية لكي تعالجه وتجلب ما تريد فقالت بذهول
يعني إيه يا بابا أنت تقصد إيه
علت ضحكاته الممزوجة بتهكم على حديث أبنته التي لم تفهم مقصده سرعان ما تحولت لعبوس جديد وقال بحصره
الشغل يعارض ربنا ما هو مفيش شغل بالمبلغ ده
قفزت على الأرضية بقدميها تعرض اعترضها على حديثه فصاحت عاليا
أنت بتشك فيا
أشار عليها پغضب شديد قائلا
لا زعلان عشان المبلغ أغراكي وخلاكي تنسي ربنا
ثوان من الصمت مرت ولسانها ثقيل بحروف تتنازع نزعا للخروج من بين شفتيها قائلة بحزن
أنا أسفة يا بابا بس هشتغل طباخة في قصر
زفر مطول بعمق وبسمة حانية على شفتيه قال بهدوء نادم على أسلوبه الحاد معها في بعض الأحيان
يبقي تعرفي هتباتي هناك أو لا
.........
زاح شخص ما الهاتف المحمول عن أذنه نهض من مكانه باندفاع في لمح البصر تغير الجو فجأة من حوله حين علم بطلب حفيده اتجه إلي الشرفة نظر إلي السماء وجدها مليئة بالغيوم فسقطت الأمطار بغزارة مد يده بحيوية و نشاط كأنها سلاح أو قوة تسانده و تعاونه على
متابعة القراءة