من الصحابي الذي سلمت عليه الملائكه
عام خيبر أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعا ..
ومنذ وضع يمينه في يمين الرسول أصبحت يده اليمنى موضع تكريم كبير فآلى على نفسه ألا يستخدمها الا في كل عمل طيب وكريم ..
هذه الظاهرة تنبئ عما يتمتع به صاحبها من حس دقيق ..
وعمران بن حصين رضي الله عنه صورة رضية من صور الصدق والزهد والورع والتفاني وحب الله وطاعته ...
ذلك أن هؤلاء الرجال لم يكونوا ېخافون الله بسبب ما يدركون من ذنب فقلما كانت لهم بعد اسلامهم ذنوب ..
انما كانوا يخافونه ويخشونه بقدر ادراكهم لعظمته وجلاله وبقدر ادراكهم لحقيقة عجزهم عن شكره وعبادته فمهما يضرعوا ويركعوا ومهما يسجدوا ويعبدوا ..
فأجابهم عليه السلام والذي نفسي بيده لو تدومون على حالكم عندي لصافحتكم الملائكة عيانا ولكن ساعة .. وساعة ..
وفي خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أرسله الخليفة الى البصرة ليفقه أهلها ويعلمهم .. وفي البصرة حط رحاله وأقبل عليه أهلها مذ عرفوه يتبركون به ويستضيؤن بتقواه ..
كان عمران يرفض أن يشغله عن الله وعبادته شاغل استغرق في العبادة واستوعبته العبادة حتى صار كأنه لا ينتمي الى عالم الدنيا التي يعيش فوق أرضها وبين ناسها ..
أجل ..
صار كأنه ملك يحيا بين الملائكة يحادثونه ويحادثهم .. ويصافحونه ويصافحهم ..
وحقق ايمان عمران بن حصين أعظم نجاح حين أصابه مرض موجع لبث معه ثلاثين عاما ما ضجر منه ولا قال أف .. بل كان مثابرا على عبادته قائما وقاعدا وراقدا ..وكان اذا هون عليه اخوانه وعواده أمر علته بكلمات مشجعة ابتسم لها وقال ان أحب الأشياء الى نفسي أحبها الى الله .. !!
وكانت وصيته لأهله واخوانه حين أدركه المۏت اذا رجعتم من ډفني فانحروا وأطعموا ..
أجل لينحروا ويطعموا فمۏت مؤمن مثل عمران بن حصين ليس مۏتا انما هو حفل زفاف عظيم ومجيد تزف فيه روح عالية راضية الى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ...